
ضرغام قريقع (28 عاماً):
فنان تشكيلي من مدينة غزة. درس التصميم الداخلي والديكور، واتجه نحو الرسم كوسيلة للتعبير عن الواقع الفلسطيني، وكان شريكاً لمؤسسة "فيلم لاب"، وأسس مشروع "سينما المخيم" خلال نزوحه في أثناء حرب الإبادة الجماعية.
لُقبَ قريقع بصانع الابتسامة على وجوه الأطفال، إذ عمل معهم في مخيمات النزوح في العروض المسرحية، وسينما الخيام، وفعاليات الرسم والسباحة والغناء، فكان وجهة أمل وفرح في أوقات الشدة والروتين اليومي لحياة صعبة للغاية.
وفي نهايات سنة 2024، قام قريقع وفريق عمله بتقديم عدة فعاليات، أبرزها مسرحية "اليوم التالي". وقد وصف يومياته بعد فعالية للنازحين في منطقة المواصي قالاً: "يوم رائع وجميل، وعرض موفق ومؤثر بين خيام النزوح في مواصي القرارة في خان يونس. مئات من الأهالي في مخيمات النزوح، من الأطفال والنساء والشباب، حضروا العرض المسرحي، وكانوا فى غاية السعادة لأننا عبّرنا عن وجعهم وأمنياتهم فى المسرحية. سنظل نقدم الدعم النفسي في مبادراتنا لنعطي النازحين قليلاً من الأمل فى ظل حرب الإبادة الجماعية التى يعيشونها من جرائم الاحتلال وفقدان العديد من أهلهم وذويهم وأحبابهم. لن أنسى شكل ضحكاتهم وصوتها في هذه اللحظة."
ونشر سابقاً على "فيسبوك" منشوراً يُظهر تجربة التهجير التي مرَّ بها، قائلاً: "بعد 15 شهراً من التهجير، عدت إلى غزة لأجد نفسي أمام حقيقة لا تصدَق، وصعبة جداً؛ بعد تدمير منزلي ومرسمي بالكامل من جانب الجيش الإسرائيلي، وكل أعمالي الفنية التي كنت أعدها لمعرضي الأول ’حتى ينبت للكرسي جناحان‘، اختفى كل شيء تحت الركام. كانت تلك الأعمال أكثر من مجرد لوحات؛ كانت جزءاً من روحي، وأحلامي التي لطالما حلمت أن أشاركها مع المتلقي. ما حدث ليس مجرد تدمير للأشياء، بل أيضاً محاولة لطمس الذاكرة، والثقافة، والإنسانية."
وكتبَ عن لحظة رؤيته لوحاته مدمرة: "اليوم، يتم تدمير كل شيء. مرسمي الذي كان ملاذي للإبداع والحرّية يتحول إلى مجرد ركام تحت وطأة آلة الحرب. الجيش الإسرائيلي قام بتدمير جميع أعمالي الفنية؛ أعمال كانت تعبّر عن تاريخ، ووطن، وآلام شعب وأحلامه."
الاستهداف:
استشهد ضرغام قريقع برفقة زوجته آية القدرة ومعه 26 من أقاربه في 19 آذار/مارس 2025 في إثر قصـف الاحـتلال الإسرائيلي منزل عائلته في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقد نعى عدد من الفنانين والصحافيين والمؤسسات الثقافية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي الشهيد الفنان ضرغام قريقع، مستذكرين ما قدّمه من أعمال خلال حرب الإبادة على غزة، ودوره في التعاون مع عدد من الهيئات والمراكز في مشاريع فنية.