تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نبذة عامة:

 فتحي غبن (77 عاماً)، هو فنان ولاجئ فلسطيني، ترعرع في مخيم جباليا. سكن في منطقة العواميد (حي الزيتون الآن)، ودرس الابتدائية في مخيم جباليا، ولم يكمل دراسته، فوصل إلى الصف السادس، واضطر إلى ترك المدرسة لمساعدة والده في مصاريف الأسرة. ولاحقاً، التحق بمعهد الأزهر، ودرس فيه لمدة عامين، وغادره مجدداً من دون أن يكمل تعليمه للمساهمة في إعالة الأسرة اللاجئة في قطاع غزة.

انتبه إلى موهبته في المخيم، وكان فقر الحال  يسيطر على الناس آنذاك وقد جعلهم يطبخون على نار الموقدة بالحطب، فكان لغبن ما يفعله بهذا الفحم بعد انتهاء دوره في إعداد الطعام، فكان يستخدمه للرسم على الجدران، ولاقت رسوماته اهتماماً من اللاجئين حينها، وباتوا يطلبونه للرسم على جدرانهم لتزيينها. 

وعرف بأن الفنان فتحي غبن فنان فطري، فلم يتعلم الرسم في المدارس والجامعات، إنما اكتشف موهبته وطورها، وفي بداياته، لم يطّلع على تجارب فنانين آخرين كما يقول، لكن شغفه بالسينما ساعده كثيراً في فهم التكوينات، فكان يحب مشاهدة فيلم "طرزان" الذي كان يعود ويرسمه، ويقول إن هذا الفيلم والمشاهد التي فيه ساعدته في تطوير خبرته وإمكاناته التقنية، كما صقل عن طريق السينما قدرته على إضفاء الحركة في اللوحة.

بعد احتلال قطاع غزة سنة 1967، وتحديداً سنة 1968، هدأت الأوضاع قليلاً، لكن الأوضاع الاقتصادية لم تكن جيدة أيضاً، فبدأ الرسم على الفخار ليعتاش، ويؤمّن مسكناً لنفسه، إذ كان بيت العائلة مكتظاً بساكنيه، وليس فيه مجال له ليرسم ويفرّغ موهبته، فنجح، من خلال عمله في الرسم التجاري، في شراء البيت.

وفي سنة 1978، رسم لوحته الأولى، كما قال في مقابلة معه ضمن فيلم "هوية" للمخرجة نسرين حمّاد، وسمّى هذه اللوحة "مأساة فلسطين" التي ذكر أن قصتها تعود إلى سنة 1967، إلى مشهد قال إنه "ما زال بعشش في صدري"، فبينما كان يسمع نداء قوات الاحتلال لتجمع الناس في مكان، كان يسمع صراخاً خافتاً، ولما تتبع الصوت حتى وصل إليه، تبيّن أنه لطفل صغير، وفي هذا الشأن قال: "زحت أكوام الزينكو، فشاهدت هذا الطفل الصغير اللي بيرضع من ثدي أمه وهي جثة هامدة." بعد هذه اللوحة، استُدعي أكثر من مرة للتحقيق.

تكرر اعتقاله عدة مرات، منها مرة في أواسط الثمانينيات (1983-1984) للتهمة ذاتها، وتحديداً بسبب لوحة "هوية"، وهذا الاعتقال أيضاً لاقى ردات فعل كبيرة في الوسط الفني الفلسطيني، فأُقيم أكثر من اعتصام من أجله، وأيام تضامنية معه، كالذي حدث في 1 حزيران/يونيو 1984، بتنظيم من التشكيليين الفلسطينيين في الضفة والقطاع المحتلَين، في مسرح "الحكواتي" في القدس المحتلة. فعُرضت لوحات لغبن، وأيضاً رسم الفنانون في ذلك اليوم عدة لوحات بيعت إلى الجمهور، ليعود ريعها إلى عائلة الفنان المعتقل.

وكُرّم غبن في حياته بمنحه "وسام الثقافة والعلوم والفنون مستوى الإبداع". عمل غبن مستشاراً في وزارة الثقافة، وحصل على وسام "هيروشيما"، ووسام اتحاد الجمعيات العالمي في طوكيو، ووسام "سيف كنعان" من إدارة التوجيه الوطني والسياسي الفلسطيني، وهو أحد مؤسسي جمعية التشكيليين في قطاع غزة، ورابطة التشكيليين الفلسطينيين في الضفة والقطاع.

الاستهداف:

استشهد فتحي غبن بتاريخ 24 شباط/فبراير 2024، بعد فشل كل المحاولات لإخراجه من قطاع غزة لاستكمال علاجه، إذ كان يعاني مشكلات حادة في الصدر والرئتين.

أعمالهم وانتاجاتهم
لوحة انكسار القيد

                                                         لوحة انكسار القيد

لوحة صندوق العجب

                                                        لوحة صندوق العجب